مقال خاص

الحركات الإسلامية  

Ahad, 10 Oktober 2010 | 06:04 WIB

نهضة العلماء هي أكبر جمعية إسلامية في العالم بأعضائها المقدر عددهم بحوالى 30 مليون نسمة، وقد أُسست عام 1926، والحقيقة أنها ليست تنظيماً حزبياً بالمعنى المعروف بقدر ما هي مظلة يتجمع تحتها عدد كبير من علماء الدين ومريديه، وهي تتركز بشكل أساسي في جزيرة جاوه في أواسط المدارس الدينية، وبشكل عام ليست للجمعية استراتيجية سياسية أو فكرية تنظم مواقفها.

t; عبد الرحمن واحد، المولود في جزيرة جاوه عام 1941، هو حفيد مؤسس جمعية نهضة العلماء وقد تولى رئاستها أوائل التسعينيات وهو يتمتع بسلطة روحية وانتُخب كرئيس رابع لإندونيسيا في العشرين من أكتوبر/تشرين الأول عام 99 قبل أن تسقطه تُهم الفساد المالي والأخلاقي التي تناولتها وسائل الإعلام المختلفة.

عبد الرحمن واحد (رئيس جمعية نهضة الإسلام): ليست هناك علاقة مباشرة بين الدولة وأيديولوجيا، فأنا طبعاً أتعلق بأيديولوجيا الإسلام.. بأيديولوجيا الإسلام، ولكن لا بالنسبة كمواطن، لأن الدولة ليست له علاقة بأيديولوجيا الإسلام.

أسعد طه: بغض النظر عن الموقف من هذا الرأي، فإنه يبدو غريباً باعتبار أنه صادر من مرجعية دينية، وفضلاً عن موقفه من علمانية الدولة، فإن للرجل آراءً تثير من حيث لآخر دهشة الجميع، وهو لا يتردد مثلاً في الدعوة إلى إقامة علاقة مع الكيان الصهيوني وإقامة علاقات وطيدة مع رموزه.

عبد الرحمن واحد: طبعاً، لأن (شيمون بيريز) أنشأ في الماضي مركز سلام لبيريز مركز بيريز للسلام، فأنا مؤسسه، فعلاقتي بأناس مثل بيريز يعني محدودة.. محدودة في.. في إيجاد السلام.

أسعد طه: بعد جمعية نهضة العلماء تأتي الجمعية المحمدية التي تؤكد خارطة حركات الإسلام التقليدي في إندونيسيا أنها أكثر تنظيماً وحركية، وهي التي أُسست عام 1912 لتكون بذلك أقدم الحركات الإسلامية العاملة في الساحة، ويُقدر أعضاؤها بـ25 مليون عضو، تعتمد في عملها على قطاع التعليم وإنشاء المدارس، أمين الريس يُعد هو الأب الروحي للجمعية المحمدية، ويشغل في الوقت ذاته منصب رئيس مجلس الشعب الاستشاري الذي يمثل أعلى سلطة سياسية في البلاد، ويتزعم حزب الأمانة الوطني، ورغم أن هناك من يعتبره أقرب فهماً للإسلام إلا أنه مُتهم بالبراجماتية

توفيق عبد الله (مدير مركز الدراسات الوطني): هناك عدة معايير يجب أخذها في الاعتبار، منها الانتخابات العامة، وقد جرت الانتخابات الحرة مرتين في إندونيسيا عامي 1955، 1999، من الذي فاز فيها؟ أكثر من 50% من الأصوات ذهبت للأحزاب العلمانية فيما لم تحصل الإسلامية على أكثر من 45%، ولم يكن أداء الإسلاميين في السياسة جيداً في الوقت الذي يشكل فيه المسلمون 90% من السكان.

أسعد طه: إذا عدنا مرة أخرى إلى تمثال سوكارنو، نلحظ أنه قد مُثِّل وهو يقرأ مذهب (البانكاسيلا) وهو المبدأ الذي يشكل جوهر الدستور الإندونيسي ويتضمن خمس ركائز أساسية، وهي الوحدانية والإنسانية والوحدة الوطنية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

وفق هذا المبدأ فإن الدستور يعترف على قدم المساواة بالإسلام والمسيحية والبوذية والهندوسية رغم أن المسلمين يشكلون السواد الأعظم من السكان، ومن هنا كان رفض الحكومة لأي دعوة لتأسيس دولة إسلامية، باعتبار أن ذلك يشكل تهديداً مباشراً للوحدة الوطنية وهي الأطروحة التي تبنتها بإخلاص حركات الإسلام التقليدي السابقة، التي تتعامل بحذر مع مفاهيم يراها آخرون مسألة أساسية.

الجزيرة، نهضة العلماء أون لاين